بسم الله الرحمن الرحيم
اود ان طرح قضية اساسية في التعليم وعنصر مهم في العملية التعلمية وهو مدى التشجيع الذي يتلقاة الطالب و مدى تأثيرة في مخرجات العملية التعلمية. بلا شك ان متى ما توفرت البيئة المحفزة و المشجعة لتعليم كانت المخرجات افضل ولكن للاسف في عالمنا العربي كم من الطاقات و المواهب التي توأد و السبب انها لم تلقى التشجيع الكافي لكي تنمو و تترعرع.
من واقع تجربتي كطالبة امضت جميع مراحلها الدراسية في المدارس الحكومية و تبقى لي سنتين فقط -باذن الله- على التخرج من احدى كليات التربية. استطيع ان ادرج الاساتذة\الاستاذات تحت خمس فئات من ناحية تشجيعهم لطالب.
الفئة الاولى: الاستاذ التقليدي وينتشر هذا النوع في المدارس الحكومية اكثر منها في المدارس الخاصه و الجامعات. ينتهج اصحاب هذه الفئة سياسة الحفظ و التلقين وعدم التجديد لا في طريقة عرض المادة العلمية و لافي تشجيع الطالب فيكتفي بقول " احسنت" و " وفقك الله" بجمود وفتور. فهي مجرد عبارات اعتاد على ذكرها منذ سنواته الاولى في التدريس و التي قد ورثها ممن سبقوة. فلا هو يشعر حقا بمدى جدوى هذه العبارات التي يكررها على مدار عام دراسي كامل في تحصيل الطالب ولا الطالب يشعر حقا ان هذه العبارات التي اعتاد على سماعها بمثابة دافع لمزيد من التقدم و العطاء.
الفئة الثانية: الاستاذ الذي يصرف جل اهتمامه للطالب المتفوق ولا يلتفت للطالب الضعيف ويقارن بينه وبين الطالب المتفوق بل قد يتفوه بعبارات تؤثرفي نفسية الطالب و تشعره بعدم الفائدة من وجوده في الصف فكم من المؤلم حقا ان يوصف الطالب بعبارة " انت و الطاولة واحد" وكم من المؤلم حقا ان تصدر هذه العباره من تربوي, والنتيجه تكون باتساع الفجوة بين الشقين.
الفئة الثالثة: الاستاذ الذي يسخر كافة امكانياته و جهودة لرفع المستوى المتدني للطالب الضعيف و لا يلتفت الى الطالب المتفوق بحجة انه متفوق و لا يحتاج لتشجيع لكي يتحسن مستواه مما يؤدي الى شعور الطالب المتفوق بالتهميش و التجاهل وباتالي الى تراجع في مستواه الدراسي.
الفئة الرابعة: الاستاذ الذي يعطي كل ذي حق حقة . يشجع الطالب المتفوق و يحفزه للاستمرار في التقدم و يشجع الطالب الضعيف لرفع مستواه و يبدو متحمسا - وان لم يكن غير ذلك - في حين احرز تقدم وان كان بسيط و يحرص على التنويع في الانشطه و الوسائل التعلمية التي تعمل على تشجيع الفئتين على العمل معا.
الفئة الخامسة: الاستاذ الذي يتبع سياسة التحطيم و الذي لا يسره ان يرى عمل جيد الا و انهال علية بسيل من الانتقادات وللاسف اكثر من يعاني من هذه الفئة هم الطلاب المتميزين.
و يتفاوت وجود هذه الفئات من المدارس الحكومية الى الخاصة و من المدارس الى الجامعات.