ثم ماذا بعد شهر رمضان !؟
فضيلة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين : إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ، وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فيا عباد الله : إننا نشكر الله - عز وجل - على ما أنعم به من إتمام صيام رمضان وقيامه ، ونسأله تعالى الذي وفقنا لذلك أن يوفقنا لقبوله ، نسأله تعالى أن يوفقنا لقبوله ، لقبول صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا .
أيها المسلمون : لقد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان ، نقول : بقي عليه شهر ، أو شهران ، أو ثلاثة ، فجاء الشهر ثم خلفناه وراء ظهورنا ، وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ، جاء ثم يمر به ويخلفه وراءه إلى أن ينتهي به الأجل ، وليت شعري ماذا يكون عليه الموت ، إن الإنسان ينبغي له : أن يهتم لما يكون عليه موته لا متى يكون موته ، وأين يكون موته ؟
فهاهنا ثلاثة أشياء : أين يكون الموت ؟ أي : في أي بلد وفي أي مكان ، متى يكون الموت ؟ أي : في أي سنة وفي أي شهر ، الثالث : على أي حال يكون الموت ؟ وهذا هو المهم ؛ لأن الزمن مهما طال فإنه قصير إذا كان نهايته الموت ، وإن المكان لا يبالي الإنسان في أي مكان مات ، ولكن المهم على أي حال يموت ، نسأل الله أن يجعل ميتتنا وإياكم على الحال التي ترضيه عنا - عز وجل - ، ونسأل الله - تعالى - أن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله إخلاصا لله ومحبة له وتعظيما .
أيها المسلمون : لقد حل بنا شهر رمضان شهرًا كريمًا فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ، ثم فارقنا سريعًا شاهدًا لنا أو علينا ، إن مِنَ الناس مَنْ فرحوا بفراقه ؛ لأنهم تخلصوا منه ، تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم ، وإن من الناس من فرح بتمامه ؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
فهذه أسباب ثلاثة عظيمة لمغفرة الذنوب في شهر رمضان الذي فارقناه وودعناه ، وإن الفرق بين الفرحين عظيم ، وإن علامة الفرح بفراقه : أن يعاود الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات ، وتظهر آثار ذلك في المجتمع فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصًا عظيمًا ملحوظًا ، ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع ؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وإن المعاصي بعد الطاعات ربما تحيط بها وتكون أكثر منها وأعظم فلا يكون للعامل سوى التعب ، قال بعض السلف : ( ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ؛ كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ) .
يقول الله - عز وجل - : ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ . [ المائدة : 49 ] .
أيها الإخوة : أتظنون أن مواسم الخير إذا انتهت فقد انقضى عمل المؤمن ؟ إن هذا الظن ظن لا أساس له من الصحة ، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل ، إن عمل المؤمن عمل دائب دائم لا ينقضي إلا بالموت ؛ كما قال الله - تبارك وتعالى - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 102 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . [ الحجر : 99 ] ، أي : حتى يأتيك الموت .
أيها الإخوة : لئن انقضى شهر الصيام فإن زمن العمل لم ينقطع ، لئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا - ولله الحمد - ( فمن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر ) ، وقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس ، وقال : ( إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب : أن يعرض عملي وأنا صائم ) ، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من أصحابه - ووصيته لواحد من أصحابه وصية لأمته - صلى الله عليه وسلم - كلها - : ( أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - : أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) .
وحث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام ، وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( أنه كان لا يدع صيام عشر ذي الحجة ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في صوم يوم عرفة : ( يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ) ، يعني : لغير الحاج ، فإن الحاج لا يصوم في عرفة . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) ، وقال في صوم يوم العاشر منه : ( يكفر سنة ماضية ) . وقالت عائشة - رضي الله عنها - : ( ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر تعني تطوعًا ما كان يصوم في شعبان ؛ كان يصومه إلا قليلا ) .
أيها الإخوة : هذه أيام يشرع فيها الصيام ، إذًا : فالتعبد لله بالصيام لم ينقطع - ولله الحمد - على طول السنة ، ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة ، حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيه ، وقال : ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل ) ، وكان - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه ربه - جل وعلا - : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ . [ المزمل : 20 ] ، وقال تعالى : ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ . [ الشعراء : 218 - 219 ] .
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أن ( الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ؛ فيقول : ( من يدعوني ؟ فأستجيب له . من يسألني ؟ فأعطيه . من يستغفرني ؟ فأغفر له ) ، فتعرضوا - أيها المسلمون - لنفحات الله في هذا الجزء من الليل ؛ لعلكم تصيبون رحمة من عنده ، لعلكم تدعونه فيستجيب لكم ، تسألونه فيعطيكم ، تستغفرونه فيغفر لكم ، اللهم وفقنا لذلك وأعنا عليه يا رب العالمين .
أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى ، وبادروا أعماركم بأعمالكم ، وحققوا أقوالكم بأفعالكم ، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله ، وإن الكيس - أيها المسلمون - : ( الكيس من دان نفسه . أي : حاسبها وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني على الله الأماني ) ، اذكروا - أيها المسلمون - : ( أنكم إذا متم تبعكم ثلاثة : أهلوكم وأموالكم وأعمالكم ؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد ! يرجع الأهل والمال ، ويبقي العمل قرينا الإنسان إلى يوم القيامة ) ، اللهم اجعل أعمالنا صالحة ، واختم لنا بحسن الخاتمة يا رب العالمين .
عباد الله : لقد يسر الله لكم سبل الخيرات ، وفتح أبوابها ، ودعاكم لدخولها ، وبين لكم ثوابها ، فهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين : ( هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان ) ، من أقامها كانت كفارة له ونجاة يوم القيامة ، شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها ، وهي: ( اثنتا عشرة ركعة : أربع قبل الظهر بسلامين ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل الفجر ، من صلاهن بنى الله له بيتًا في الجنة ) ، وتختص راتبة الفجر بخصائص منها : ( أنها خير من الدنيا وما فيها ) ، كما صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومنها : المحافظة عليها في الحضر والسفر ، ومنها : ( أنها تخفف ) ، ومنها : أنه يقرأ فيها بآيات معينة أو سور معينة . يقرأ فيها في الركعة الأولى : قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية : بسورة الإخلاص بعد الفاتحة ، أو يقرأ فيها : ﴿ قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ﴾ . [ البقرة : 36 ] إلى آخر الآية في سورة البقرة ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ . [ آل عمران : 64 ] . في آل عمران الأولى في الركعة الأولى والثانية في الركعة الثانية .
وهذا الوتر سنة مؤكدة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله ، أما فعله : فكان - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يجعل آخر صلاته بالليل وترا ، وأما قوله ؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من خاف : أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع : أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخر الليل ؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ) ، فالوتر سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه ، حتى أن أهل العلم اختلفوا في وجوبه فمنهم من أوجبه ومنهم من أكده ، وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - : ( من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة ) .
وأقل الوتر : ركعة ، وأكثره : إحدى عشرة ركعة ، ووقته : من صلاة العشاء الآخرة ولو مجموعة جمع تقديم إلى المغرب إلى طلوع الفجر ، ومن فاته في الليل قضاه في النهار شفعًا ، فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاها في النهار أربع ركعات ، ففي " صحيح مسلم " عن عائشة - رضي الله عنها - : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) ، وهذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( إذا سلم من صلاته المكتوبة استغفر ثلاثة وقال : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) ، ( ومن سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين ، وحمد الله ثلاث وثلاثين ، وكبر الله ثلاث وثلاثين ، فتلك تسع وتسعون ، وقال : تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) .
وهذا الوضوء ! ( من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين . فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) .
أما النفقات المالية ؛ فإنها لا تزال مشروعة إلى الموت على مدار السنة : الزكوات ، والصدقات ، والمصروفات على الأهل والأولاد ، بل المصروفات على نفس الإنسان صدقة ، ( ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أثيب عليها ) ، ( وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) ، ( إذا أكلت فسمِّ الله في أول الأكل ) ، واحمد الله في آخره ، وإذا شربت فسمِّ الله في أول الشرب واحمد الله في آخره ، ( وإن الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر ) ، والساعي على الأرملة : هو الذي يسعى برزقهم ويقوم بحاجتهم ، وعائلة الإنسان الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين ، فالسعي على عائلته كالجهاد في سبيل الله ، أو كالصيام الدائم والقيام المستمر ، يا لها من نعمة وفضل أنعم الله بها على عباده ، فنسأل الله - تعالى - أن يرزقنا شكرها ، وأن يزيدنا منها بمنه وكرمه .
عباد الله : إن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون ! فخذوا - عباد الله - من كل طاعة بنصيب ، فقد قال الله - عز وجل - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ . [ الحج : 77 ] ، واعلموا - أيها الإخوة - أنكم مفتقرون لعبادة الله أشد من افتقاركم إلى الطعام والشراب والهواء والنوم ، إنكم مفتقرون لذلك في كل وقت ، وليست العبادة فقط في رمضان ، وليست العبادة في رمضان فقط ؛ لأنكم تعبدون الله والله حي لا يموت .
أيها الإخوة : إنه سيأتي اليوم الذي يتمنى الواحد فيه زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته ، ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة في سيئاته ، فبادروا - أيها الإخوة - بادروا الزمن بالأعمال الصالحة ، إنه لا يتعب الإنسان أن يذكر الله - تعالى - بلسانه ، أو يقرأ كتابه بلسانه ؛ لأن هذا أمر سهل يمكنك أن تذكر الله - عز وجل - ؛ كما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس ) ، في كل وقت قائمًا وقاعدًا وماشيًا ، ولقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان . سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) ، أينا يعجز أن يقول : سبحان الله وبحمده دائمًا وأبدًا ، إن هذا لأمر يسير ، ولكنه يسير على من يسره الله عليه ، اللهم يسر ذلك علينا بمنك وكرمك .
أيها المسلمون : تذكروا قول الله - عز وجل - : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . [ المؤمنون : 99 - 100 ] ، إنه لا يقول : ارجعون لعلي أتمتع قليلاً في أهلي ومالي ، ولكنه يقول الله - عز وجل - عنه : ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ . ولكن ذلك بعد فوات الأوان ؛ ولهذا قال الله - عز وجل - : ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . [ المؤمنون : 100 ] .
اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ، اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ، وابعثنا على خير الخلال يا ذا الجلال والإكرام ، وفقني الله وإياكم لاغتنام الأوقات ، وعمارتها بالأعمال الصالحات ، ورزقنا اجتناب الخطايا والسيئات ، وطهرنا منها بمنه وكرمه إنه واسع الهبات ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
هل من رد